السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال تعالى :
( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس )
إن قيل : لم قدم وصفه تعالى برب ثم بملك ثم بإله ؟
فالجواب : أن هذا الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى ، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس فيقال فلان رب الدار وشبه ذلك فبدأ به لاشتراك معناه ، وأما الملك فلا يوصف به إلا أحد من الناس وهم الملوك ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من الملك ولذلك لايدعي الملوك أنهم آلهة فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير فلذلك ختم به .
ابن جزي الكلبي ـ التسهيل لعلوم التنزيل .
******
قال تعالى في سورة الكهف :
( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) .
قالت الحكماء : شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة ؛ كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى . ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
*******
قال تعالى :
( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) .
الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها ، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان ، فالسابقون أعلى الخلق درجة . ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها والإتيان بسنن العبادات وآدابها ، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
قال تعالى :
( قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس )
إن قيل : لم قدم وصفه تعالى برب ثم بملك ثم بإله ؟
فالجواب : أن هذا الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى ، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس فيقال فلان رب الدار وشبه ذلك فبدأ به لاشتراك معناه ، وأما الملك فلا يوصف به إلا أحد من الناس وهم الملوك ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من الملك ولذلك لايدعي الملوك أنهم آلهة فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير فلذلك ختم به .
ابن جزي الكلبي ـ التسهيل لعلوم التنزيل .
******
قال تعالى في سورة الكهف :
( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) .
قالت الحكماء : شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة ؛ كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى . ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
*******
قال تعالى :
( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) .
الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها ، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان ، فالسابقون أعلى الخلق درجة . ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها والإتيان بسنن العبادات وآدابها ، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .